30 نوفمبر (سياحة) – يمثل الثنائي الكوميدي ستان لوريل وأوليفر هاردي نموذجًا فريدًا في تاريخ السينما العالمية، إذ لم يتحولا إلى أسطورة الكوميديا من فراغ، بل بفضل قدرتهما على تحويل المواقف اليومية البسيطة إلى «فوضى جميلة» تنبض بالطفولة والبراءة داخل كل متفرج. اعتمدت فلسفتهما الكوميدية على الإنسان العادي البسيط، على فضول الطفولة والغرور الطبيعي للكبار، بعيدًا عن أي رسائل سياسية أو اجتماعية، ليصبح الضحك وسيلة لتسليط الضوء على سخافات الحياة. ومع انطلاقهما من بدايات متواضعة في المسرح البريطاني والأمريكي، أسسا شخصية سينمائية متكاملة؛ لوريل الطفل الفضولي الرقيق، وهاردي الرجل المتغطرس الواثق، وامتدت هذه الكيمياء إلى الشاشة لتصنع أكثر من خمسين فيلمًا ناجحًا خلال فترة الكساد الكبير، لتبقى أعمالهما نموذجًا حيًّا للفكاهة الإنسانية التي تجمع بين العفوية والبراعة الفنية، والفلسفة الكوميدية التي تسعد الروح قبل أن تثير الضحك.
