
1 ايلول (سياحة) – توصل فريق دولي من الباحثين إلى تحديد البكتيريا المسؤولة عن انتشار أول جائحة موثقة في التاريخ البشري، والمعروفة بـ “طاعون جستنيان”، الذي اجتاح منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن السادس الميلادي وأودى بحياة ملايين الأشخاص.
وبحسب دراستين حديثتين نُشرت نتائجهما في مجلات علمية متخصصة، فإن البكتيريا المسببة للجائحة هي “يرسينيا بيستيس”، وهي ذاتها التي وقفت وراء انتشار وباء “الموت الأسود” في القرن الرابع عشر.
الدراسة الأولى استندت إلى تحليل الحمض النووي المستخلص من جثث في مقبرة جماعية بمدينة جرش شمال الأردن، حيث عُثر لأول مرة على دليل مباشر لوجود البكتيريا في قلب الإمبراطورية البيزنطية، إحدى أكثر المناطق تضررًا من الوباء. أما الدراسة الثانية فاعتمدت على تحليل الجينوم الكامل للبكتيريا من مئات العينات المأخوذة من مواقع مختلفة، ما مكّن العلماء من تتبع مسار انتشارها وفهم تطورها الجيني عبر القرون.
وذكرت جامعة جنوب فلوريدا أن هذا الإنجاز العلمي قاده فريق متعدد التخصصات من جامعتي جنوب فلوريدا وفلوريدا أتلانتيك، بالتعاون مع باحثين من الهند وأستراليا.
ويُعتقد أن “طاعون جستنيان”، الذي تفشى عام 541م، تسبب في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص وأسهم في إضعاف وانهيار إمبراطوريات عدة في أوروبا والشرق الأوسط. وقد سُمّي نسبة إلى الإمبراطور جستنيان الأول الذي أصيب بالمرض ونجا منه.
وتؤكد هذه النتائج أن بكتيريا “يرسينيا بيستيس” كانت المحرك الأساسي لأول جائحة عرفها التاريخ، ما يفتح المجال لفهم أعمق لمسار الأوبئة وتطورها عبر الزمن.