
الكاتب
رمضان الرواشدة
27.10.2025
بسم اللّه الرحمن الرحيم
معالي رئيس لجنة أمانة عمان الدكتور يوسف الشواربة
عطوفة الأخ عبد الهادي راجي المجالي مدير دائرة المرافق والبرامج الثقافيّة
أسرة الشاعر حبيب الزيودي رحمه اللّه
الحضور الكرام
“علامَك غبتْ والدنيا تشارينْ”
قالها حبيب الزيودي في رثاء كبير العسكر أبو سطّام حابس المجالي.
ولكن حبيب الزيودي، غاب في تشرين، ولا أقول مات، لأنّ جسده إن غاب، فإنّ الأثر الشعريّ والوطنيّ باق إلى يوم القيامة، فقد غاب عنّا شاعر الأردنّ حبيب الزيودي في مثل هذه اليوم، من العام 2012، ومع ذلك ما زال جيل جديد من الشباب والشابّات الأردنيّات يطلُّ علينا، كلّ يوم، في مواقع التواصل الاجتماعيّ، وفي المجلّات والصحف الثقافيّة بمقال أو مقطع من قصيدة لحبيب الزيوديّ.
وكم أسعدُ عندما أرى هؤلاء الأردنيّين يستحضرون شعر حبيب وروحه في كلّ مناسبة أردنيّة، وفي كلّ انعطافة من الانعطافات الّتي يمرّ بها بلدنا. فقد بثّ حبيب شعره في كلّ مسامّات الوطن؛ كتب لجلالة الملك عبد الله الثاني، أحلى القصائد الّتي غناها كبار المطربين الأردنيّين والعرب، وكتب للأردنّ ولعمان، والشهيد وصفّي التلّ، وكتب لكبير العسكر حابس المجالي ولصايل الشهوان ولكلّ من أحبّ ويحبّ الأردنّ الّذي نفديه بالنجيع وبالغالي والنفيس.
جاءني حبيب يوم 8-10-2012، أي قبل أسبوعين من وفاته في مكتبي بالتلفزيون الأردنيّ فرحا بإصدار ديوان شعريّ بعنوان “غيم على العالوك”، ولان بيننا علاقة أخويّة قديمة واهتمامات مشتركة بالكتابة عن الأردنّ وتاريخه وشخصيّاته وهويته الوطنيّة، وقال إن هذه النسخة الأولى صدرت من المطبعة، وأريد أن أكتب لك إهداء مختلفاً.
يومها كتب لي على الصفحة الأولى من الديوان
“كتبنا حتّى يظلّ للأردنّ ذاكرة وورقا ومآذن وشهداء وقصائد وترانيم ورابطة كتّاب وفقراء وشهداء وحمدان هواريّ وسرو وجامعة وبنات طويلات ورماح ومواويل.
لا زلت انا انا، فكن أنت نشيداً في سكون هذه الأرض، هذه النسخة الأولى من هذا الديوان”.
معالي الأمين
الحضور الكرام
لقد أحسنت أمانة عمّان وأمينها المبجّل عندما قرّرت قبل خمس سنوات إطلاق جائزة حبيب الزيودي للشعر تخليداً لأحد أهمّ كبار شعراء الأردنّ الّذي لا يوجد بيت أردنيّ أو رجل أو فتاة أردنيّة إلّا ويتغنّى بشعره.
وفي هذا العام قرّرت الأمانة إضافة حقل القصّة القصيرة إلى الجائزة الّتي تتضمّن أهمّ ديوان شعر مطبوع وأهمّ قصيدة وأهمّ قصيدة نبطيّة، حيث أصبح اسم الجائزة الآن هو “جائزة حبيب الزيودي للأدب”.
وباسمي شخصيّاً، وباسم زملائي وزميلتي أعضاء اللجنة الّتي اختيرت من قبل معالي الأمين وبتنسيب من مدير دائرة المرافق والبرامج الثقافيّة الأخ عبد الهادي راجي المجالي، ووضعوا ثقتهم بنا نتقدّم بالشكر الجزيل لكم حيث تشكّلت لجنة الجائزة الّتي لم يسبق الإعلان عنها لدواعي الشفّافيّة والعمل بعيداً عن الضغوطات من التالية أسماؤهم:
رمضان الرواشدة رئيسا
الدكتور والناقد عمر ربيحات
القاصّة والناقدة مجدولين أبو الربّ
الشاعر فايز حميدات
الشاعر والناقد إبراهيم السواعير
وقد عملت اللجنة طوال ثلاثة شهور وبجهد كبير على تقييم الأعمال المتقدّمة، والّتي بلغ عددها 46 (ستة وأربعون) عملاً بشفّافيّة وحياديّة مطلقة حيث وضعت العلامات، وجمعتها دون معرفة اسم المتقدّم للجائزة؛ وبالتالي فرز الناجحين في كلّ مجال من مجالات الجائزة. وكانت اجتماعات لجنة التحكيم سرية، ولم نشهد أي تدخلات بعملها.
وهنا لا بدّ لي وزميلتي وزملائي في اللجنة أن أتقدّم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم للجنة المساندة من دائرة المرافق الثقافيّة الّذي عملوا بجهد كبير على فرز الأعمال المتقدّمة للجائزة ومدى مطابقتها للشروط وتقديم كلّ التسهيلات لعمل اللجنة، ورافقونا طوال هذه الشهور وهم.
الأستاذة رويدة الكساسبة
الأستاذ خالد خريبات
الأستاذ أحمد السعود
أمّا الأخ العزيز عبد الهادي المجالي، فله جزيل الشكر والتقدير حيث أصر على إعطائنا مكتبه الخاصّ لاجتماعات اللجنة، وسهل كلّ أعمالنا، ووفّر لنا كلّ ما نحتاجه لنجاح عملنا.
معالي الأمين
الحضور الكرام
شكرا لكم وشكراً لمجلس أمان عمّان ولكلّ العاملين فيها على دعمكم لهذه الجائزة المهمّة الّتي أصبحت ذات شأن في الجوائز الأردنيّة والعربيّة، وأصبح لها سمعتها الّتي تجاوزت حدود الوطن.
ذات يوم من عام 1989، ونحن نحتسي القهوة في كافتيريا كلّيّة الآداب في الجامعة الأردنيّة كتب حبيب قصيدته التي يقول فيها:
” عندما ودّعتكم يوم الثلاثاء بكيت
وذوى آخر عنقودٍ على دالية الروح
ذوت كلّ الحكايا وذويتْ
عندما تخبو لياليكم سآتيكم
وأمشي بسراح الروح من بيت لبيت
ما انحنى قلبي
ولكن ذبول الدمع في أجفانكم ذبّل قلبي فانحنيتْ
لا تلوموني إذا عدتُ لكم يوما، بل جفنٍ
لأنّني عندما ودّعتكم يوم الثلاثاء بكيت
وتركت الدمع يهمي فوق جفني ومشيتْ “.
مشيت يا الحبيب ونحن ما زلنا على عهدنا بأن تبقى خالدا في شعرك ما دام ثمة نبض لأردني أو أردنية…وأن يبقى الأردن الغالي مبتدأ القصيدة وخاتمتها.
وما زلنا نردد مع حبيب الزيودي رحمه الله:
“فإنْ عطِشتِ وكان الماءُ ممتنعاً
فلتشربي من دموعِ العينِ يا بَلَدي
وإنْ سقطتُ على دربِ الهوى قِطَعَاً
أوصيكَ، أوصيكَ، بالأردن يا ولدي”
واختتم حديثي:
“ويا ربُ ما عاد في القلب نبضٌ يُتمّ القصيدة
قد مسّني العي، فأحلل عقدةً من لساني
وهبني الأمانا
ودعَ نبضَ شعبي يُتم القصيدة
فالشعبُ افصحُ منّي لسانا
وسلاما على وطن الطيبين سلاما
وسلاما على وطن العاشقين سلاما
ونكتب عن وطنٍ فيه نبدأ أشعارنا، ونتممُ فيه الكلاما”
وسلاما لكم جميعا على حضورك










