انطلقت أمس الأحد في مدينة شوشا الأذربيجانية، أعمال المنتدى العالمي الثالث للإعلام بعنوان “المسارات الرقمية: تعزيز مرونة المعلومات والإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي”.
ويشهد المنتدى الذي يستمر يومين، مشاركة واسعة من مسؤولين بارزين من مختلف دول العالم، وممثلي وكالات أنباء عالمية وإقليمية، من بينها وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، إضافة إلى 7 منظمات دولية وأكثر من 80 مؤسسة إعلامية وممثلي المجتمع المدني وقطاع الأعمال والمدافعين عن حرية الإعلام.
ويناقش المنتدى أفضل المقاربات المبتكرة لتقديم معلومات دقيقة وشفافة وموثوقة للجمهور، وزيادة يقظة المجتمع ضد المعلومات المضللة التي تشكل تهديدا عالميا.
ويسلط المنتدى الضوء على مسؤولية جميع الأطراف المشاركة في عملية تداول المعلومات، ويستكشف طرق البحث عن الحقيقة وحمايتها، وضمان أمن المعلومات، ودور وقوة اليقظة الإعلامية في هذه العمليات، ومعالجة القضايا المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي وثقة الجمهور.
وضمن جلسات متعددة، بحث المنتدى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الروايات السياسية والاجتماعية، والمحافظة على ثقة الجمهور في وسائل الإعلام، وتعزيز السلوك المسؤول في البيئة الرقمية، وإرساء المعايير الأخلاقية، وتحليل تأثير الذكاء الاصطناعي على تدفق المحتوى، وتعزيز محو الأمية في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويحلل المنتدى الاتجاهات العالمية، ويسعى لإيجاد إجابات للأسئلة الملحة المتعلقة بالعصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، والمعلومات المضللة والأخبار الزائفة، وأمن المعلومات، وكيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ثقة الجمهور.
كما يبحث في تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الأفراد تجاه المعلومات، أي زيادة محو الأمية الإعلامية، وتعزيز القدرة على استخدام التقنيات الحديثة بشكل صحيح، ما يعد عاملا رئيسيا في تشكيل بيئة معلومات صحية وموثوقة على نطاق عالمي.
وأكد مساعد رئيس جمهورية أذربيجان ورئيس قسم الشؤون الخارجية في الإدارة الرئاسية، حكمت حاجييف، خلال الافتتاح، أن استضافة مدينة شوشا للمنتدى العالمي للإعلام في نسخته الثالثة، تأتي انطلاقا من مكانتها التاريخية والثقافية، بوصفها مهد الثقافة الأذربيجانية ومصدر الإلهام والذاكرة التاريخية للشعب الأذربيجاني.
وأضاف حاجييف، إن شوشا هي مسقط رأس العديد من الكتاب والمفكرين الذين أسهموا في الحفاظ على التراث الثقافي والعلمي، معتبرا أن المنتدى يمثل منصة لتبادل الأفكار المبتكرة والرؤى المتنوعة.
ولفت إلى أن الإعلام الأذربيجاني يحتفل هذا العام بمرور 150 عاما على انطلاقته، مشيرا إلى أن الصحافة الوطنية قطعت شوطا كبيرا منذ صدور أول صحيفة أذربيجانية “أكينتشي”، التي أسسها حسن بيك زردابي.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي وسيلة لدعم عمل الصحفيين واستكماله أكثر من كونه بديلا للعمل البشري، وأن الإعلام التقليدي الذي اعتدنا عليه يمر اليوم بمرحلة تحول نتيجة لتطور التقنيات الرقمية، قائلا “إذا كنا في السابق نناقش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإعلام التقليدي فقد أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة الإعلامية اليوم موضوع نقاش ملموسا وهذه حقيقة لا مفر منها”.
وأكد متحدثون أن الوقت حان للفصل بين العمل الصحفي والتدوين، مشيرين إلى أن امتلاك صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي لا يجعل من صاحبها صحفيا، وأن المساواة بينهما يعد فهما خاطئا يجب معالجته تشريعيا على المستوى العالمي.
ودعوا إلى زيادة التعاون العالمي والمسؤولية الأخلاقية، و تعزيز مهارات التفكير النقدي لتمكين الناس من التمييز بين المعلومات الصحيحة وغير الصحيحة، ومنع التلاعب والتضليل، وإظهار سلوك أخلاقي ومسؤول على الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية الأخرى.
وعلى هامش المؤتمر زار المشاركون منطقه أغدام ومدينة لاتشين واطلعوا على التطور الحاصل في هذه المدن.
–(بترا)
