Skip to main content

السياحة.. بدائل

» المشاركة على منصات التواصل الإجتماعي :

الكاتب



عصام قضماني

16.9.2025

من غير المتوقع أن تتوقف السياحة العربية او عودة المغتربين الأردنيين في زياراتهم الصيفية للأردن، وان كان من تاثير فهو بلا شك توقف السياحة الأجنبية لكن ذلك يعتمد على طول امد الحرب وحجم تداعياتها واستمرار حالة عدم اليقين.

في ظل ذلك افترض أن لدى المعنيين بقطاع السياحة خطة بديلة وليس من بديل سوى إنعاش السياحة المحلية وتشجيع زيارات المغتربين والسياحة العربية وذلك سيحتاج إلى جهد كبير يهدف بدرجة أساسية إلى إشاعة اجواء من الطمأنينة عنوانها الأمان الداخلي.

لا شك ان من القطاعات الأكثر تاثرا بتداعيات الحرب الإيرانية الاسرائيلية وكان قبلها تاثر ولا يزال بالعدوان الإسرائيلي على غزة هو السياحة.

لم تكد فنادق في البترا تسعر بشيء من التعافي إلا وداهمتها الحرب الدائرة الآن ما يعني ان نزيف الخسائر عاد وسيكون هناك المزيد، ولن تنجو فنادق البتراء وستكون فنادق العقبة تحت ذات الضغط.

هل من المفيد أن تطلق وزارة السياحة والفنادق حملة لتشجيع السياحة المحلية ؟.

على الفنادق أن تقوم ببعض التضحيات في الأسعار والتكاليف والعروض وكذلك المطاعم والمرافق.

تقع هذه الفنادق وكثير من المؤسسات السياحية مثل المطاعم بين مطرقة تراجع السياحة الأجنبية في عز موسمها وسندان التكاليف وضغوط الالتزام بسداد الديون.

الوضع يشبه ما حصل في موسم كورونا لكن الفرق كان في تحديد حركة السياح قصرا في الاولى بينما في الثانية خيارات السياح الخائفين من التوترات في المنطقة.

كنا حثثنا على تسويق الاردن مثل بيت هادئ في حي مضطرب لكن ذلك كان يحتاج الى جهود مضاعفة وفيما يبدو أن المؤسسات المعنية بالترويج لم تعثر على المفتاح فهل كان التسويق خاطئا ام ان الانفاق عليه كان باهتا؟.

في تقرير جديد حذر البنك الدولي من أن اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها ينطوي على آثار اقتصادية محتملة على الاقتصاد الأردني لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية ونتوقع ذات المخاطر في تقرير لاحق يتناول الحرب الدائرة الآن.

تقرير البنك الدولي الاقتصادي الجديد، قال أن الحرب تشكل «تهديد» للنشاط السياحي وإيراداته خاصة في بداية مواسم الذروة، بعد التعافي القوي للقطاع السياحي من أزمة كورونا.

التعافي السياحي للعام الحالي كان بدأ على نطاق واسع عبر فئات السفر والبلدان من المنشأ، حيث سجّلت فئة السيّاح ليوم واحد ارتفاعا ملحوظا وقد تكون هذه الفئة «الأكثر تأثرا» بشكل مباشر بالحرب.

صناعة الطيران–التي كانت تتعافى لتوها ليست بعيدة عن مرمى الخسائر وقد تتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لأنها تتخذ مسارات أطول لتجنب التحليق فوق مناطق الحرب، وقد تنشأ تكاليف إضافية أيضا في حالة ارتفاع أسعار الوقود، مما قد ينعكس على سعر المستهلك النهائي ويؤثر بشكل أكبر على السياحة.

سيحتاج الأمر إلى سرعة في ردات الفعل لمواجهة النزيف الجديد، ومت ذلك دعم بقاء العاملين في القطاع.

تعتاش مناطق سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة وغيرها على السياحة الروسية التي لم تتوقف، وكبديل تقليدي سيحتاج الأردن الى إطلاق برامج لجذب هذه السوق المهمة مثل طيران عارض منخفض التكاليف أسوة بتلك الرحلات التي نجحت في جذب سياحة اوروبية.

قطاع السياحة لا يعمل وحيدا فهو مرتبط بعشرات القطاعات الاخرى مثل المواد الغذائية وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل، والبناء. كلما تأخرت الاجراءات كلما زاد الوضع سوءا وتشكلت على هامشه عقدا كثيرة يصعب فكها.

حملة قوية وعروض جاذبة للسياحة العربية قد تصنع الفرق.

بث مباشر SEYAHA FM 102.3 يبث الآن