
قال المحلل السياسي الدكتور بدر الماضي إن محافظة السويداء، التي لطالما كانت محافظة عزيزة على السوريين كما على الأردنيين لقربها الجغرافي من الحدود الشمالية للمملكة، تشهد تحولات خطيرة في البنية السياسية والاجتماعية، خاصة بعد أحداث عام 2024.
وأوضح الماضي أن “المرحلة الأخيرة شهدت تصاعد نفوذ قوى داخلية في السويداء، تطالب بالانفصال عن الدولة السورية. وهذه الدعوات لا تندرج فقط ضمن فكر الانفصال الجغرافي، بل تحمل أبعادًا سياسية وطائفية، ما يعكس تغيّراً عميقًا في طبيعة المشهد الجنوبي السوري.”
وأضاف أن ما حدث من طرد رسمي لمحافظ السويداء، وظهور سلوكيات طائفية وانتقامية ضد بعض المكونات غير الدرزية – والتي تمثل أقل من 10% من سكان المحافظة، وتحديدًا من العشائر العربية – يشير إلى رفض واضح لفكرة الدولة الجامعة وخياراتها.
وتابع الدكتور الماضي أن “الخطير في الأمر هو ما يتم تداوله حول تحركات داخل السويداء للانخراط في تعاون مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، بعيدًا عن سلطة الدولة السورية، وهذا ما أدى إلى تدخلات عسكرية، وقصف لمواقع عسكرية سورية، بما في ذلك مقر رئاسة الأركان في دمشق، بضغط إسرائيلي مباشر”.
وحذر الدكتور الماضي من أن هذه التطورات قد تدفع باتجاه صدام أهلي داخلي، يتخذ طابعًا عشائريًا وطائفيًا، بعيدًا كل البعد عن منطق الدولة، مما يفاقم المخاطر على الحدود الأردنية الشمالية.
وفيما يتعلق بتأثير هذه التطورات على الأردن، قال الماضي: “نعم، إن استمرار هذا التوتر في السويداء يشكّل مصدر قلق استراتيجي للأمن الوطني الأردني، خاصة في ظل وجود شبكات تهريب مخدرات تنشط على الحدود، وتستفيد من حالة الانفلات الأمني في الجنوب السوري.”
وأشار إلى أن “بعض القيادات الدرزية لم تخفِ رغبتها في الحصول على دعم مباشر من إسرائيل والولايات المتحدة لفصل السويداء عن سوريا، وهو تطور خطير قد يُغيّر طبيعة التوازنات الإقليمية ويضع الأردن أمام تحديات أمنية جديدة”.