الكاتب
د.نضال ملو العين
2.11.2025
في ظل التحولات المتسارعة في المشهد السياحي الإقليمي والدولي، تبرز هيئة تنشيط السياحة الأردنية كأكثر من مجرد ذراع تسويقي لاستقطاب الزوار. فهي تمثل الواجهة الأمامية للأردن، والنافذة التي تطل منها المملكة على شعوب العالم، حاملةً رسالتها الثقافية والحضارية والإنسانية.
من التسويق إلى التأثير الإعلامي العالمي
لم تعد الهيئة تقتصر على مهام الترويج السياحي التقليدي، بل تتجه اليوم نحو دور إعلامي عالمي يعكس صورة الأردن ورسالته للعالم. هذا التحول الاستراتيجي يعكس إدراكًا عميقًا بأن السياحة لم تعد نشاطًا اقتصاديًا فقط، بل هي منظومة متكاملة تشمل الثقافة والجغرافيا والتاريخ والحضارة، وتمتد لتلامس علم الاجتماع والنفس، وتتشابك مع العديد من المدخلات والمخرجات الحيوية.
السياحة في مفترق طرق
تأتي هذه المرحلة لتؤكد أن وجود و تطوير عمل الهيئة بات ضرورة وطنية، خاصة في ظل تغير قواعد المنافسة الإقليمية. فالتنافسية اليوم تتطلب نهضة قوية وتراكمًا للجهود، وعملًا مشتركًا بين الجهات المعنية، وإلا فإن المهمات القادمة ستكون أكثر تعقيدًا وتحديًا. و المرحلة الحالية من تباطؤ الحركة السياحية نظرا للظروف المحيطة تستدعي تدخل شامل و حاسم لتغير الاليات و الخطط الاستراتيجية ليكون الاردن المركز الرئيسي للسياحة في المنطقة و ذلك لموقعه و ما لديه من جغرافيا سياحية و تاريخ و حضارات و مواقع تجعله مركز السياحة و وجهة عالمية مهمة .
نحو نهضة سياحية شاملة
السياحة الأردنية تقف اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية من التحديث والتطوير، تستند إلى إرث من الجهود السابقة التي بذلتها الإدارات والوزارات المتعاقبة. ومع انطلاق هذه النهضة، تبرز الهيئة كقائد استراتيجي يسعى إلى تعزيز القطاع السياحي وتجاوز التحديات، عبر رؤية شاملة تدمج بين الهوية الوطنية والانفتاح العالمي. وكذلك تطوير منظومة السياحة و دعم القطاع السياحة و التنمية و التطوير للمواقع السياحية و اشراك المجتمعات المحلية و التنمية الاقتصادية و الاقتصاد المجتمعي و توفير فرص العمل و التشغيل و تعزيز و توسيع الخارطة السياحية الاردنية
الترويج للفعاليات الثقافية والاستعداد للمناسبات العالمية
تتجلى أهمية هيئة تنشيط السياحة أيضًا في الترويج للفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس ثراء الهوية الأردنية وتنوعها. من مهرجانات و فعاليات و الاحتفالات الوطنية والمعارض التراثية، تعمل الهيئة على تسليط الضوء على هذه الفعاليات كجسر للتواصل الثقافي مع العالم. و استقطاب العالم الى الاردن و المشاركة بالفعاليات العالمية من انشطة ثقافية او رياضية او زيارات رسمية و المؤتمرات الدولية .
وفي ظل اقتراب كأس العالم 2026 و بتأهل النشامى الى كاس العالم على الهيئة ان تتبنى رؤية استباقية لتعزيز موقع الأردن كوجهة سياحية جاذبة للزوار و جمهور كاس العالم . فبفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتنوعه البيئي والثقافي، يمتلك الأردن فرصة فريدة ليكون محطة رئيسية للسياحة باستثمار المونديال و البطولات الرياضية كفرصة تسويقية .، مما يتطلب تكثيف الجهود الترويجية وتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لتلبية تطلعات الزوار.
اليوم الهيئة و للمرحلة القادمة ان يكون دورها استقطاب السائح و الزائر و تشجيع السياحة الداخلية و الإضافة الهامة هي استقطاب الاستثمارات السياحية و التنمية الاقتصادية السياحية و الاقتصاد المجتمعي
