
1 ايلول (سياحة) حلا مبروك – تُعد محمية كاكادو الوطنية في شمال أستراليا واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في العالم ووجهة سياحية بارزة، حيث تستقطب سنويًا أكثر من 180 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف طبيعتها البكر وتنوعها البيئي الفريد، إضافة إلى الاطلاع على إرث حضاري يمتد لآلاف السنين.
وتقع المحمية، التي تغطي مساحة تزيد على 20 ألف كيلومتر مربع، على بُعد 170 كيلومترًا شرق مدينة داروين عاصمة الإقليم الشمالي، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي منذ عام 1981 لما تحمله من قيمة بيئية وثقافية استثنائية.
وتتميز كاكادو بتنوع بيئي نادر يشمل أكثر من 2000 نوع نباتي، و280 نوعًا من الطيور، إضافة إلى ما يقارب 10 آلاف تمساح من التماسيح البحرية، فضلاً عن أنواع أخرى من الثدييات والزواحف النادرة. كما تُعد شلالات غونلوم، التي يتدفق ماؤها من ارتفاع 85 مترًا لتشكّل بركًا طبيعية، إحدى أبرز الوجهات السياحية داخل المحمية.
ويحظى الزوار أيضًا بتجربة فريدة عبر رحلات القوارب في بحيرة يلو ووتر، حيث يشاهدون مع شروق الشمس مئات الطيور والتماسيح وسط إرشاد الأدلاء من السكان الأصليين (الأبورجينال) الذين ينقلون معارفهم الثقافية العريقة، ما يعزز البعد التراثي والإنساني للمكان.
كما تضم المحمية مواقع للفن الصخري تُعد من أقدم الشواهد على حضارة الأبورجينال، إلى جانب منتجعات سياحية تقدم ما يعرف بـ”تجارب البرية الفاخرة”، التي تمزج بين الراحة الحديثة والاستمتاع ببيئة طبيعية بكر تطل على السهول الفيضية حيث ترعى قطعان الجاموس والأحصنة البرية في مشهد نادر.
وأكدت وزيرة البيئة الأسترالية، تانيا بليبيرسك، أن محمية كاكادو تمثل نموذجًا عالميًا في حفظ البيئة والحياة البرية، مشيرة إلى جهود الحكومة الأسترالية في تعزيز السياحة البيئية، وصون الموارد الطبيعية، ومواجهة التغير المناخي، بما يحقق التوازن بين الحماية والتنمية ويدعم الجهود البيئية عالميًا.