21 أيلول – تصدّر نادي النصر، الدوري السعودي لكرة القدم، بفارق الأهداف عن حامل اللقب الاتحاد، بعدما رفع رصيده إلى تسع نقاط محققاً العلامة الكاملة. وجاء هذا التفوق بفضل تألق النجوم، وفي مقدمتهم البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، الذي ردّ على هتافات جماهير نادي الرياض باسم منافسه التقليدي “ميسي”، فسجّل ثنائية عزّزت رصيده، واقترب بها خطوة إضافية من حلم “الألف هدف”.
وتفوق نادي النصر في “ديربي” العاصمة بفوز عريض على الرياض بخمسة أهداف مقابل واحد، في مواجهة سيطر عليها منذ البداية حتى النهاية. وترك نجوم الفريق بصمتهم بوضوح، إذ تألق الفرنسي كينغسلي كومان بتمريرتَين حاسمتَين لزميليه البرتغاليين: جواو فيليكس وكريستيانو رونالدو، قبل أن يضيف هدفاً رائعاً عزّز به حضوره في سباق النجومية. ورغم الهيمنة الكاملة، حالت براعة الحارس وغياب التوفيق دون أن تتحول النتيجة إلى انتصار أثقل.
كما وجد جواو فيليكس ضالته في صفوف النصر، وواصل تألقه بتسجيل الأهداف وصناعة الفارق. ففي هذه المواجهة أحرز ثنائية، وأضاف تمريرة حاسمة إلى “الدون” كريستيانو رونالدو، ليؤكد عودته القوية ويرد عملياً على الانتقادات، التي طاولته مؤخراً في أحد البرامج، التي شكّكت في أحقيته بالانضمام إلى المنتخب البرتغالي بدعوى أن الدوري السعودي ضعيف المستوى.
وكان كريستيانو رونالدو عريس الليلة، بعدما دوّن ثنائية رفعت رصيده إلى 945 هدفاً في مسيرته الكروية، ليواصل اقترابه من الحلم الكبير ببلوغ الألف. وخاض النجم البرتغالي حتى الآن 1288 مباراة، وما زال يحافظ على لياقته البدنية، وقدرته التهديفية العالية، ما يجعل تحقيق هذا الإنجاز التاريخي هدفاً ممكناً، مع فرص متجددة في المباريات المقبلة لتعزيز أرقامه وتحقيق طموحاته الشخصية.
ولم يكتفِ كريستيانو رونالدو بالرد على جماهير الرياض بأهدافه، بل أضاف لمسة استعراضية زادت من وهج المشهد، حين وضع يده على أذنه بعد تسجيله، في إشارة ساخرة إلى أنه لا يسمع هتافاتهم الاستفزازية، التي ردّدت اسم “ميسي”. تلك الحركة أشعلت مدرجات النصر، وأظهرت مجدداً شخصية “الدون” القادرة على تحويل الضغط إلى طاقة إيجابية تترجم في الميدان بأهداف وانتصارات.
ولا تزال المنافسة مشتعلة بين النصر والاتحاد، إذ كاد الأخير أن يفقد الصدارة بعدما عانى كثيراً أمام نادي النجمة في غياب هدافه الفرنسي، كريم بنزيمة. ورغم الأداء اللافت للجزائري حسام عوار، فإن الفرج تأخر حتى الثواني الأخيرة، حين ظهر الفرنسي نغولو كانتي ليخطف هدف الفوز ويمنح “النمور” ثلاث نقاط ثمينة بعد معاناة كبيرة.
وبهذا الانتصار الكبير، وجّه النصر رسالة واضحة لمنافسيه بأنه عازم على استعادة لقب الدوري السعودي، مستنداً إلى قوة نجومه وبريق رونالدو المتجدد. وبين سباق الأهداف وأحلام الأرقام القياسية من جهة، وصراع الصدارة المشتعل مع الاتحاد من جهة أخرى، تبدو ملامح الموسم مقبلة على منافسة تاريخية لا تخلو من الإثارة والدراما الكروية.
— العربي الجديد
