أكدت د. فاطمة العقاربة، مستشارة التخطيط الاستراتيجي والمشاريع التنموية والتعليمية، على أهمية ضبط منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها أصبحت مساحة مفتوحة للفوضى، مما يفرض مسؤولية كبيرة في تثبيت القيم الوطنية وترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء للوطن.
وأشارت العقاربة إلى أن هذه المنصات تُستخدم أحيانًا في نشر الإشاعات وتشويه الحقائق التاريخية والهوية الوطنية الأردنية، مشددة على ضرورة توجيه الخطاب الرقمي نحو الحقيقة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تمس كيان الدولة وتاريخها.
وفي معرض حديثها عن الحلول المقترحة لتعزيز الهوية الوطنية، دعت د. العقاربة إلى إطلاق برامج متكاملة تستهدف مختلف فئات المجتمع، بدءًا من طلبة المدارس مرورًا بطلاب الجامعات وصولًا إلى مراحل الدراسات العليا. وأضافت: “علينا أن نعمل على ترسيخ الهوية الوطنية في عقول الأجيال من خلال المناهج الدراسية والأنشطة التوعوية، وربطها بمؤشرات التحديث الأكاديمي والعلمي”.
ولفتت إلى وجود ضعف في بعض آليات العمل الإعلامي، داعية إلى مراجعة الأطر المعتمدة وتطوير أدوات الاتصال الجماهيري لتكون أكثر تأثيرًا وفعالية. كما شددت على أهمية احتواء الكفاءات الوطنية ضمن مؤسسات الدولة والمجتمع، وتوظيفها في مشاريع لتحصين الهوية الوطنية من كافة أشكال الاختراق الفكري.
وأوضحت د. العقاربة، التي تُحاضر في إحدى الجامعات الأردنية، أن بعض الطلبة تعرضوا لما وصفته بـ”التشويه الفكري وغسيل الأدمغة”، مؤكدة أن الهوية الوطنية يجب أن تُحمى بقوة، وأن يتم التصدي لأي محاولة للنيل منها، بالتعاون بين الدولة والمؤسسات التعليمية والأمنية.
واختتمت العقاربة حديثها بالتأكيد على أن الأجهزة الأمنية قامت بالفعل بضبط جزء من هذه المحاولات، ولكن هناك حاجة ماسة لاستكمال الجهود من خلال إدماج الهوية الوطنية في الفكر الأكاديمي، وعدم السماح لأي جهة أو فرد بالتطاول على الثوابت الوطنية الأردنية.
