
أكدت أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة فاديا إبراهيم، أن ظاهرة التسول في المجتمع الأردني لا ترتبط بالفقر وحده، بل تدخل فيها عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية متعددة، مشيرة إلى أن كثيرًا من المتسولين لا يعانون فعليًا من الحاجة بقدر ما يتخذون التسول كوسيلة للربح السريع.
وقالت الدكتورة فاديا، في حديثها لبرنامج اوراق صباحية إن بعض الدراسات والتقديرات تشير إلى أن الغالبية العظمى من المتسولين لا يعيشون في فقر مدقع، بل يتم تجييشهم وتنظيمهم ضمن مجموعات، خاصة من النساء والأطفال، حيث يُوزَّعون صباحًا على أماكن معينة لممارسة التسول، وكأنها “مهنة منظمة”.
وأضافت: “التسول بات لدى البعض مصدر دخل دائم، ويُمارس بشكل متكرر ومدروس، ما يدل على أنه ليس دائمًا نتيجة الحاجة، بل في كثير من الأحيان يكون سلوكًا مكتسبًا ومبرمجًا ضمن بيئة تشجعه”.
وشددت على أن هناك فروقًا كبيرة بين من يطلب العون مرة بسبب ضائقة عابرة، وبين من يمتهن التسول، لافتة إلى أن المجتمع يجب أن يتعامل مع هذه الظاهرة بوعي، وأن تُوجه المساعدات لمستحقيها الحقيقيين من خلال قنوات رسمية موثوقة.
وختمت إبراهيم بالتأكيد على ضرورة تعزيز قيم التكافل الاجتماعي السليم، قائلة: “الخير موجود في المجتمع، والمساندة مطلوبة، لكن لا بد من التفريق بين المحتاج الحقيقي ومن يستغل مشاعر الناس لكسب غير مشروع”.