أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور إبراهيم العدرة أن العلاقات الاجتماعية التي كانت في السابق تتسم بالقوة والتواصل الدائم، أصبحت اليوم عرضة للتفكك والانقطاع المفاجئ، بفعل تسارع نمط الحياة المدنية وتزايد ضغوط العمل والتنافس.
وقال العدرة خلال تصريح خاص لراديو سياحة اف ام إننا نعيش في عالم متغير ديناميكي، تحكمه التكنولوجيا وثقافة الاستهلاك والتحضر، وهي عوامل ساهمت في إضعاف الروابط الإنسانية التي طالما ميزت مجتمعاتنا سابقاً، من جيرة وتواصل ومودة ومحبة. وأضاف: “كنا نسمع من آبائنا وأجدادنا عن قوة الترابط والتلاحم، بينما أصبح اليوم التباعد هو السائد”.
وأشار إلى أن التكنولوجيا رغم أنها قرّبت المسافات البعيدة، إلا أنها في الوقت ذاته ساهمت في خلق عزلة اجتماعية، وأعاقت التواصل القريب والحميمي، مؤكداً على ضرورة إعادة تشكيل الحياة الحديثة بما يعزز من قيم المشاركة والاندماج والتقارب الإنساني.
وتابع: “هناك توجه وجداني يعزز من الفردية والانعزال، وهو ما يجعل الكثيرين يغيبون عن التواصل تحت مبررات الانشغال أو الضغوط الحياتية. وللأسف، باتت مفاهيم مثل الكرامة الزائدة أو العناد تساهم في تعميق فجوة العلاقات، في ظل ثقافة تقول: ‘من لا يسأل عنك، لا تسأل عنه'”.
وشدد العدرة على أهمية أن نبادر في تقوية الروابط الاجتماعية، وأن نسعى لخلق أنشطة ومبادرات مشتركة تعيد الدفء إلى علاقاتنا، موضحاً أن أغلب الناس باتوا مشغولين برغيف العيش، لكن يبقى الواجب الإنساني والاجتماعي في الحفاظ على الصلات أقوى من أي ظرف.
