سياحة – يشهد القطاع السياحي العالمي انتعاشًا غير مسبوق في عام 2025، مع عودة الحركة السياحية إلى مستويات ما قبل الجائحة، وظهور توجهات جديدة تعكس وعيًا بيئيًا وصحيًا متزايدًا، بحسب تقارير دولية صادرة عن مجلس السياحة العالمي (WTTC) وجهات متخصصة في تحليل الأسواق.
ووفقًا للتقديرات، بلغ عدد السياح الدوليين في عام 2024 نحو 1.4 مليار شخص، مع توقعات بمواصلة النمو في العام الحالي، مدفوعًا بارتفاع الإنفاق السياحي الدولي الذي قد يتجاوز 2.1 تريليون دولار أمريكي، فيما من المتوقع أن تبلغ مساهمة القطاع في الاقتصاد العالمي 11.7 تريليون دولار، وتوفير أكثر من 371 مليون فرصة عمل.
ورغم هذا النمو، تواجه بعض المدن الأوروبية، مثل فينيسيا وبرشلونة ومالقة، تحديات كبيرة جراء “الاكتظاظ السياحي”، ما دفع بعض البلديات إلى فرض رسوم دخول على السياح في أوقات الذروة، وصلت في فينيسيا إلى 10 يورو، مع مطالبات برفعها إلى 100 يورو لحماية الطابع الثقافي والاجتماعي للمدن.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى بدائل سياحية مستدامة، مثل القرى المصنفة ضمن “أفضل القرى السياحية” وفقًا للأمم المتحدة للسياحة، والتي تقدم تجارب أصيلة بعيدًا عن الزحام، وتدعم المجتمعات المحلية والاقتصاد الأخضر.
كما برزت السياحة العلاجية والعافية كأحد أسرع القطاعات نموًا، حيث تشير بيانات السوق إلى أن حجمه العالمي قد يتجاوز 1.1 تريليون دولار في 2025، مدعومًا بارتفاع الطلب على خدمات الراحة النفسية والصحة البدنية.
ولعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في دعم الاستدامة السياحية، من خلال تحسين كفاءة تشغيل شركات الطيران، وتخصيص تجارب السفر، والتقليل من النفايات في الفنادق، بالإضافة إلى تسريع إجراءات المطارات.
ويرى خبراء السياحة أن المرحلة المقبلة تتطلب موازنة دقيقة بين الحفاظ على جاذبية الوجهات العالمية، وبين تبنّي ممارسات سياحية مسؤولة تضمن الاستدامة البيئية والعدالة المجتمعية.
