(مصر) 9 أيلول – قرّرت الدائرة الثالثة بمحكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، برئاسة المستشار فتحي السيد هلال، امس الاثنين، حجز الدعوى المقامة للمطالبة بحظر تطبيق تيك توك الصيني وعدد من التطبيقات المشابهة له مثل “تانغو” و”سوغو” من شبكة الإنترنت داخل مصر، لحين إصدار الحكم في 6 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وجاء قرار المحكمة بعد إحالة ملف القضية إلى هيئة المفوضين في مجلس الدولة لإعداد الرأي الفني والاستشاري بشأن جدوى الحظر أو تعديل سياسات عمل هذه التطبيقات في مصر، تمهيداً للفصل في الدعوى التي وُصفت بأنها “قضية مصيرية” ترتبط بقيم المجتمع وأمنه الأخلاقي والاجتماعي.
وتزامن تحديد جلسة النطق بالحكم مع تصاعد حملات أمنية تنفذها وزارة الداخلية ضد عدد من صُنّاع المحتوى على المنصات الإلكترونية، حيث كشفت مصادر أمنية أن الأسابيع الماضية شهدت توقيف أكثر من عشرة أشخاص على خلفية اتهامات تتعلق بـ”خدش الحياء العام، والتحريض على الفسق والفجور، وتحقيق أرباح غير مشروعة عبر الإنترنت”.
واعتبرت الدعوى، التي حصل “العربي الجديد” على نسخة منها، والمقيدة برقم 80853 لسنة 79 قضائية، أن “تيك توك” والتطبيقات المماثلة تحولت إلى “منصات للفحش والإباحية، ونشر الانحرافات السلوكية تحت ستار حرية التعبير وصناعة المحتوى”، وهو ما يتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية المصرية.
وحذرت الدعوى من أن استمرار هذه التطبيقات دون رقابة أو حظر “ينذر بانتشار الانحلال الأخلاقي بين الشباب وتشجيعهم على ممارسات تتنافى مع الثوابت الراسخة”، مضيفةً: “إذا كانت الأفعال المنافية للآداب في أماكن مغلقة تُعد جريمة يُعاقب عليها القانون، فكيف يُسمح بممارستها علناً عبر هذه المنصات على مرأى ملايين المصريين؟”.
وأشارت عريضة الدعوى إلى أن بعض صُنّاع المحتوى باتوا “مليونيرات يمتلكون فيلات وسيارات فارهة من أموال مجهولة المصدر تُحوَّل من الخارج دون رقابة من السلطات”، معتبرةً أن هذا الوضع يثير شبهات غسل الأموال والتهرب الضريبي، ويشكل خطراً اقتصادياً وأمنياً بجانب الخطر الأخلاقي. كما شددت الدعوى على أن هذه التطبيقات أصبحت “ساحة لتصفية الحسابات والابتزاز ونشر المحتوى الانتقامي أو التشهيري”، معتبرةً أن غياب الرقابة يضاعف المخاطر على النسيج الاجتماعي.
وطالبت الدعوى بإصدار حكم عاجل بحظر تطبيق تيك توك وكل التطبيقات الأخرى التي تُستخدم في “نشر الفجور والإسفاف والإضرار بالقيم المصرية”.
يُشار إلى أن “تيك توك” من أكثر التطبيقات استخداماً في مصر والعالم العربي، إذ يستقطب ملايين المستخدمين، خاصةً من فئة الشباب والمراهقين، وسط تزايد الانتقادات الموجهة إلى طبيعة المحتوى المنشور عليه.
–العربي الجديد
