
قال الدكتور محمد الطويسي، عضو جمعية الفنادق في البتراء إن القطاع السياحي في المنطقة يمر بأزمة غير مسبوقة، وسط غياب تام لوزارة السياحة عن المشهد، مشيرًا إلى أن الجمعية وجهت نحو عشرين كتابًا رسميًا للوزارة لمطالبتها بالتدخل العاجل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن دون أي استجابة تُذكر.
وأوضح الطويسي وخلال استضافته على برنامج أوراق صباحية والذي يبث عبر أثير راديو سياحة اف ام ويقدمه الزميل حسام المناصير أن نحو 95% من النشاط السياحي في البترا يعتمد على السياحة الأوروبية والأمريكية، ومع تداعيات جائحة كورونا ومن ثم الحرب المستمرة، فقد القطاع هذه الأسواق بالكامل، مشيرًا إلى أن البترا تشهد موجة إلغاءات جماعية للحجوزات السياحية، ما تسبب في شلل تام في الحركة السياحية.
وأضاف أن عدد الفنادق التي أغلقت أبوابها نهائيًا بلغ 28 فندقًا من أصل 50 تقريبًا، تضم مجتمعة حوالي 1975 غرفة فندقية، وهو ما يعادل نحو 56% من الطاقة الفندقية الكاملة في البترا، والتي تبلغ قرابة 3700 غرفة، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس حجم الأزمة التي تعاني منها المنطقة.
وانتقد الطويسي ما وصفه بـ”الدور الغائب” لوزارة السياحة، قائلًا: “الوزارة لا تقوم بأي دور فعلي على الأرض سوى المؤتمرات والصور والبروباغندا الإعلامية، ولم تُقدم أي دعم ملموس للمنشآت السياحية المتضررة، بل إن الوزيرة نفسها لم تزُر البترا إلا مرة واحدة منذ تعيينها.”
وأشار إلى أن غياب الخطط التحفيزية والتسويقية من قبل الوزارة وهيئة تنشيط السياحة يزيد من تعقيد الأزمة، مضيفًا: “أين الجهود التي تُبذل في الأردن التي تعج بالسياح؟ ولماذا لا نرى انعكاسًا لذلك على البترا؟”
كما أثار الطويسي قضية ارتفاع الأسعار المبالغ بها في بعض منشآت المنطقة، قائلًا: “وصلنا استفسار من أحد المواطنين يتساءل عن منطقية سعر سندويشة فلافل بستة دنانير! كيف سنجذب السياح بهذه الأسعار؟”، مرجعًا ذلك إلى الضرائب الباهظة المفروضة على القطاع، والتي تضع المنشآت في موقف صعب، مؤكدًا أن الأسعار في وادي موسى أقل من نظيراتها في عمان، لكنها تظل مرتفعة بسبب الأعباء الضريبية.
وختم الطويسي حديثه بالتساؤل: “في ظل ضعف الإقبال وغياب الدعم، ما الذي يمكن أن تفعله هذه المطاعم والمنشآت؟ نحن بحاجة لخطة إنقاذ حقيقية، لا مجرد تصريحات.”