
(سياحة) حلا مبروك- أكد المهندس آدم الشياب، خبير ومدرب في الأنظمة الرقمية الذكية، أن السوق الأمريكي يعد اليوم من أكثر الأسواق العالمية تأثيراً في توجيه التوجهات الاقتصادية والرقمية، مشيراً إلى أن التحولات التكنولوجية بقيادة الذكاء الاصطناعي أحدثت تغييرات جذرية في أنماط العمل وأساليب الإنتاج.
وأوضح الشياب أن العديد من الوظائف التقليدية مثل المحاسبة، المبيعات، وحتى الترجمة الفورية، أصبحت مهددة بالاندثار نتيجة لقدرة الذكاء الاصطناعي على أداء مهامها بكفاءة وسرعة أعلى، مشيراً إلى أن الصين على سبيل المثال تعتمد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي في أكثر من 95% من خطوط الإنتاج.
وأضاف أن هذه الثورة الرقمية لا تقتصر على القطاعات الصناعية فقط، بل امتدت إلى الإعلام، التصميم، والوظائف الإبداعية مثل الجرافيك، الموسيقى وكتابة المحتوى، حيث بات الذكاء الاصطناعي قادراً على محاكاة الأعمال الإبداعية وإنتاجها بشكل لافت.
وبيّن الشياب أن الذكاء الاصطناعي لم يبدأ اليوم، بل هو امتداد لتطور طويل بدأ منذ الآلات الزراعية وصولاً إلى الطائرات المسيّرة (الدرونز) التي استبدلت الطيارين والمصورين وحتى فرق الصيانة، لكنها في الوقت ذاته خلقت فرصاً جديدة في مجالات البرمجة، الإشراف، وتطوير الأنظمة.
وشدّد الشياب على أن التكيّف مع هذه التحولات يتطلب بناء شبكة علاقات مهنية قوية وتطوير المهارات الرقمية، مؤكداً أن “الذكاء الاصطناعي يلتهم وظائف لكنه في المقابل يخلق فرصاً جديدة، والتحدي الحقيقي هو الاستعداد لهذا التغيير بدلاً من مقاومته”.