
(سياحة) حلا مبروك – أكد رئيس جمعية العلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات أن قرار إعادة خدمة العلم يشكل خطوة مهمة لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى الشباب الأردني، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد نقاشات طويلة استمرت لسنوات حول جدوى إعادة هذه التجربة وأبعادها المختلفة.
وقال الشنيكات إن خدمة العلم تسهم في تشكيل وعي الشباب وانتمائهم للمؤسسات الوطنية، كما تساعد على دمجهم في المجتمع، وتنمية القيم الإيجابية والحد من بعض السلوكيات السلبية المنتشرة بين فئات من الجيل الحالي. وأضاف أن المؤسسات التدريبية والتعليمية المستمرة ستلعب دوراً محورياً في بناء شخصية الشباب وصقل مهاراتهم بما ينسجم مع احتياجات المرحلة.
وبيّن أن البرنامج المزمع تنفيذه يجب أن يتضمن عناصر متعددة، من بينها اكتساب مهارات حياتية، وتعزيز الانضباط والالتزام، وتطوير قدرات الشباب للتعامل مع مختلف التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضح أن طبيعة البرنامج ومدته ومضامينه ستتحدد بموجب التشريعات التي ستصدر عن السلطة التشريعية.
ولفت الشنيكات إلى أن الأردن يواجه تحديات إقليمية متصاعدة في ظل بيئة مضطربة تعج بالحروب والتهديدات، الأمر الذي يجعل من الضروري إعداد جيل واعٍ وقادر على التعامل مع المخاطر المستقبلية، من خلال التربية على القيم الوطنية والتأهيل النفسي والجسدي والعقلي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن ارتفاع نسب البطالة بين الشباب يتطلب برامج بديلة تعزز فرصهم في سوق العمل، مبيناً أن خدمة العلم يمكن أن تمثل بوابة لاكتساب المهارات والتأهيل المطلوب، بما يسهم في معالجة هذه المعضلة بشكل تدريجي.
وختم الشنيكات حديثه بالقول إن الأردن يقف أمام “انعطاف تاريخي” في المنطقة، في ظل ما كشفته الأحداث الأخيرة في غزة من غياب فاعلية القانون الدولي، ما يحتم تعزيز الاعتماد على الذات وتجهيز الأجيال القادمة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بثقة واقتدار.