برعاية سمو الأميرة دانا فراس، رئيس المجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس-الأردن) وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، انطلقت، أمس الاثنين، فعالية “ديوان الآثار والتراث 9” تحت عنوان “صوت الشباب لحماية التراث”، بتنظيم من جامعة البلقاء التطبيقية.
وأشادت سموها بالحيوية الفكرية لدى طلبة الجامعة وتفاعلهم الكبير مع قضايا حماية الإرث الثقافي، مشيرة إلى أن الجامعة تمثل صرحا أكاديميا وطنيا فاعلا في دعم التراث والثقافة، من خلال تمكين الشباب وتعزيز وعيهم، مشيرة إلى أن “الشباب هم مفاتيح التغيير” متى ما أتيحت لهم الفرصة للتعبير والعمل.
وأكدت سموها أهمية توظيف الطاقات الشبابية في مسارات إبداعية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، داعية إلى تعزيز ثقافة الابتكار، وتوسيع المشاركة المجتمعية، والنهوض بالإرث الحضاري الأردني على أسس من الوعي والمسؤولية، مع إيصال صوت عربي فاعل في المحافل الدولية.
من جانبه، أكد نائب رئيس الجامعة الدكتور شادي الحموري، أن تنظيم هذه الفعالية يأتي انسجاما مع رؤية الجامعة في دعم مسارات الحفاظ على التراث الوطني، عبر تطوير برامج أكاديمية متخصصة، وتعزيز الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والثقافي.
وأشار إلى أن الجامعة استحدثت أخيرا كلية جرش لتقديم برامج نوعية في مجالات صيانة وترميم المباني التراثية، والتسويق الرقمي للمواقع الأثرية، والتصوير التراثي، كما أوضح أن الطلبة المشاركين في “ديوان التراث” خاضوا تجارب ميدانية لاكتشاف التطريز المعماري كأحد رموز الهوية البصرية المحلية.
بدوره، أشار مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فوزي أبو دنة، إلى المكانة الاستثنائية التي تحتلها مدينة السلط بوصفها نموذجا حيا يعكس غنى الإرث الثقافي الأردني، مؤكدا أن محافظة البلقاء تزخر بتراث حضاري غني يتطلب جهودا مشتركة للحفاظ عليه، لافتا إلى أن دائرة الآثار العامة ماضية في برامجها التوعوية ومبادراتها المجتمعية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية.
وقدمت رئيسة قسم هندسة العمارة الدكتورة ميساء الشوملي، عرضا حول أبرز إنجازات كلية جرش وخططها المستقبلية، مؤكدة أن الكلية ستكون مساحة تعليمية مفتوحة على المجتمع المحلي، ومنصة فاعلة في خدمة القطاعين الثقافي والتقني.
ويتضمن برنامج الفعالية التي تستمر يومين، ورشا تفاعلية بمشاركة خبراء دوليين، ومؤسسات بحثية، وطلبة من تخصصي الآثار والجغرافيا في الجامعة.
وجاء تنظيم الفعالية بالتعاون مع مجلس أبحاث بريطانيا في بلاد الشام (CBRL)، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO)، والمركز الأمريكي للأبحاث (ACOR)، والمعهد الألماني البروتستانتي للآثار (GPIA)، بهدف تعزيز الحوار بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، وإشراك الشباب بجهود حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي.
وشهدت الفعالية مشاركة واسعة من طلبة الجامعة، حيث قدموا رؤى وتوصيات تقدمية حول حماية المواقع الأثرية وسبل دمج التكنولوجيا والمجتمع في جهود صون التراث.
كما تناولت الورش التفاعلية موضوعات متعلقة بالتوثيق الرقمي، وإدارة التراث، والابتكار في تقديم المواقع التراثية.
–(بترا)
