Skip to main content

إبراهيم النبالي / السياحة الذكية: ضرورة إستراتيجية لنهضة القطاع السياحي العربي

» المشاركة على منصات التواصل الإجتماعي :

الكاتب



إبراهيم النبالي

20.10.2025

في زمن يتسارع فيه التحول الرقمي، لم تعد السياحة الذكية ترفا أو خيارا إضافيا، بل باتت ضرورة إستراتيجية لضمان استدامة قطاع السياحة وزيادة ربحيته.

فهي لا تُختزل في تطبيقات تقنية أو أدوات حديثة، بل تمثل رؤية متكاملة توظف البيانات، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، من أجل بناء منظومة قادرة على خلق تجارب سياحية ثرية، وتعزيز الاقتصاد المحلي، ورفع القدرة التنافسية أمام الأسواق العالمية.

 السياحة الذكية لم تعد رفاهية، بل صارت خيارا وطنيا واقتصاديا يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي، ويؤمن فرص عمل جديدة، ويحافظ في الوقت ذاته على الهوية والثقافة المحلية

لماذا يحتاج القطاع الخاص إلى السياحة الذكية؟

إن تبني القطاع الخاص لهذا التحول يحمل فرصا متعددة:

  • خفض التكاليف وزيادة الكفاءة: عبر أنظمة النقل الذكية، والدفع الإلكتروني، وإنترنت الأشياء في إدارة المواقع السياحية.
  • الاستجابة السريعة لتغيرات السوق: من خلال تحليل بيانات الزوار وتصميم خدمات وعروض مخصصة.
  • تقديم تجارب سياحية مبتكرة: باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز، والمساعدات الذكية التي تجذب الجيل الرقمي.
  • تعزيز السمعة البيئية: عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة والسياحة الخضراء، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو الاستدامة.
  • الوصول إلى أسواق جديدة: بفضل المنصات الرقمية وحملات الترويج الإلكتروني العابرة للحدود.

أدوار عملية للقطاع الخاص

يتطلب هذا التحول من المستثمرين والفنادق ومكاتب السياحة خطوات ملموسة، منها:

  • الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير منصات حجز آمنة وذكية.
  • إنتاج محتوى رقمي يعكس هوية الوجهات السياحية بطريقة عصرية.
  • تأهيل الموارد البشرية للتعامل مع أدوات السياحة الذكية وخدمة العملاء الحديثة.
  • بناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية؛ لتطوير مشاريع سياحية ذكية.
  • تصميم عروض تدمج بين الثقافة المحلية والتقنيات الرقمية، ما يعزز الهوية، ويجذب شرائح مختلفة من السياح.

إنها دعوة مفتوحة لجميع الفاعلين من المستثمرين إلى صناع القرار، ومن الأكاديميين إلى المجتمع المحلي، للعمل على بناء نموذج سياحي ذكي يجعل من التحديات فرصا، ويضع منطقتنا على خريطة الابتكار السياحي العالمي

مسؤولية جماعية

لكن مسؤولية التحول لا تقع على القطاع الخاص وحده.

  • على الهيئات الرسمية وضع أطر تنظيمية وتشريعية تشجع على الاستثمار الرقمي.
  • على المجتمع المحلي المساهمة بتجارب سياحية مرتبطة بالتراث والمنتجات التقليدية، معززة بتقنيات حديثة.
  • على الجامعات إدراج برامج أكاديمية متخصصة في السياحة الذكية، لضمان تخريج كوادر قادرة على قيادة التغيير.

نحو مستقبل مستدام

إن السياحة الذكية لم تعد رفاهية، بل صارت خيارا وطنيا واقتصاديا يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي، ويؤمن فرص عمل جديدة، ويحافظ في الوقت ذاته على الهوية والثقافة المحلية.

إنها دعوة مفتوحة لجميع الفاعلين من المستثمرين إلى صناع القرار، ومن الأكاديميين إلى المجتمع المحلي، للعمل سويا على بناء نموذج سياحي ذكي يجعل من التحديات فرصا، ويضع منطقتنا على خريطة الابتكار السياحي العالمي.

–الجزيرة

 

بث مباشر SEYAHA FM 102.3 يبث الآن