أُقيمت مساء الخميس في مركز الحسين الثقافي، التابع لأمانة عمّان الكبرى، أمسية شعرية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، والتي تُقام هذا العام تحت شعار: “هنا الأردن.. ومجده مستمر”، وذلك بالتعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين.
شارك في الأمسية التي قدّمها نائب رئيس الرابطة، الدكتور رياض ياسين، ستة شعراء من الأردن وفلسطين والسعودية، قدموا نصوصًا تنوعت في مضامينها بين الوجداني والوطني والفلسفي، وعبّرت عن تجارب إنسانية عميقة، محملة بالرموز والدلالات.
وفي كلمته الافتتاحية، وصف الدكتور ياسين مهرجان جرش بأنه “منبر للهوية، وموعد سنوي مع الجمال والشعر”، مشيرًا إلى أن هذه الأمسية تُعد الأولى ضمن برنامج الرابطة في المهرجان، وتهدف إلى الاحتفاء بالشعر كرافعة للثقافة الوطنية والعربية. وأضاف أن “الشاعر صانع للدهشة، وباحث عن معانٍ خلف المعاني، يتقدم بالفكر بخفة العاطفة”.
افتتح الأمسية الشاعر الفلسطيني المتوكل طه، بقصيدة وجدانية بعنوان “خامرت الليل”، تلاها نص “القدس-عمّان” الذي أبرز عمق الترابط بين المدينتين، ثم قصيدة “صديقي الشاعر في غزة” ذات البُعد الإنساني المؤثر.
تلاه الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب، الذي قدّم ثلاث قصائد: “حديث شخصي مع العالم”، “مدّاح العرافين”، و”قميص لأوراق بيضاء”، جاءت نصوصه محمّلة بالتأملات الفلسفية والرمزية العميقة، وسعي داخلي لاكتشاف الذات.
ومن جهته، قرأ الشاعر يوسف عبد العزيز قصائد “صراخ الحناجر” المهداة إلى غزة، و*”نقطة هاربة”* المستوحاة من قريته الفلسطينية، بالإضافة إلى “قالاتيا” و*”الكراكون”*. وتميّزت نصوصه بالتعبير عن الهمّ الوطني والمعاناة، مستحضرة الرموز التاريخية والأسطورية.
كما قرأ الشاعر تيسير الشماسين قصيدتي “أطالع ذاتي” و*”حيرة البحار”، اللتين اتسمتا بغنى الصور والدلالات، أعقبه الشاعر علي الفاعوري بنص وجداني بعنوان “طقوس مدينة مثقوبة”، ثم “الخمسون” و“تنويعات على فصل خامس”*، حيث اتجهت نصوصه نحو نقد الواقع والتأمل في التحولات الحياتية، ضمن إطار رمزي واضح.
واختُتمت الأمسية بمشاركة الشاعر لؤي أحمد، الذي ألقى قصيدتي “شيخ الطريقة” و*”قتيل بلا جثمان”*، بحس شعري عميق يحمل التباسات الذات والعالم.
وفي نهاية الأمسية، قام عضوا الهيئة الإدارية في رابطة الكتّاب الأردنيين، المترجم والشاعر نزار السرطاوي، والشاعر جميل أبو صبيح، بتسليم الشهادات التقديرية للشعراء المشاركين، تكريماً لمساهماتهم الأدبية في هذه الأمسية الشعرية الغنيّة.
